ArabComments
Monday, January 29, 2007
  محمد بن الحسن الوزان

محمد بن الحسن الوزان هو دبلوماسي عبقري بكامل تعقيد ظروفه الإنسانية والإجتماعية والسياسية وليس مجرّد "رجل مراوغ" كما يقول مؤلف الكتاب، وهنا لا اعتب على المترجم السيد إبراهيم درويش، حيث أدى مهمة الترجمة والنقل بأمانة علمية واحترافية عاليه اشكره عليها جزيل الشكر


رحلات مراوغ: في البحث عن ليون الافريقي المسلم الذي عاش بين عالمين: محمد بن الحسن الوزان رجل الهويات والاسماء المتعددة .

صمت عندما تنصر وعندما عاد الي ارض الاسلام
بقلم : ابراهيم درويش


29/01/2007

في عام 1514 قدم ملك البرتغال مانويل الاول فيلا ابيض غنمه جنوده من الهند، كهدية الي البابا ليو العاشر، وقد طوف الفيل المسكين في شوارع روما في حفل اعد بطريقة دقيقة وعمده البابا باسم انوني او هانو ، ورمزية الاحتفال الذي جري بأمر من البابا لها علاقة بطموحات الرمز الديني المسيحي ببسط سيطرته علي شمال افريقيا والمناطق حتي الهند.

الفيل دخل الذاكرة الشعبية الايطالية، كتبت فيه الاشعار ووضعت صورته علي المنتجات التجارية، وعندما مات امر البابا بوضع عبارات تخلد وصول هذا الكائن الغريب.

بعد اربعة اعوام قام قرصان اسباني بتقديم هدية جديدة للبابا، هذه المرة الرحالة والدبلوماسي والشاعر محمد بن الحسن الوزان الغرناطي، وجاء تقديم الغرناطي سفير امير المغرب للبابا كرمز لمحاولات وحملات البابا ضد العثمانيين ورغبته في هزيمة الاسلام، ورجل بعلم ومكانة وتاريخ الوزان سيتحول الي مصدر مهم للمعلومات عن العالم الاسلامي، خاصة افريقيا للدوائر السياسية والثقافية في روما التي بدأت تحس بمخاطر التمدد العثماني، ومع كل انتصار يحققه العثمانيون في البر الاوروبي او المتوسط كانت ترتفع وتيرة وحرارة الخوف لدي البابا الذي اخذ يدعو حكام اوروبا لتناسي خلافاتهم والعمل يدا واحدة ضد الدولة العثمانية التي دخلت جيوشها معظم شرق اوروبا.

وصول الوزان الي روما بعد اسره في قلعة كان حدثا مهما حيث سجلته اقلام ومذكرات الشخصيات المهمة في ذلك العصر، وحفلة تعميده التي تمت بعد خمسة شهور كانت احتفالا كبيرا في ساحة سانت بيتر، وسجل قيم مكتبة الفاتيكان الكتب التي استعارها الوزان من المكتبة ولكن مقارنة مع وصول هانو الفيل الهندي لم تكن هناك احتفالات عامة وشعبية بوصول الدبلوماسي المسلم الذي عمد باسم مسيحي وصار نصرانيا، وسنواته التسع التي قضاها في روما لم تنل الكثير من الاهتمام الا بملاحظات عابرة من الذين قابلوه وعودته الي شمال افريقيا لم يتوقف عندها معاصروه الاوروبيون الا قليلا.

والغموض الذي يلف حياة الوزان الذي سيحمل الكثير من الاسماء ايضا لم يقتصر علي الفترة الاوروبية، ففي اثناء خدمته لسلطان فاس لم يرد ذكره في كتابات ورسائل القادة العسكريين او الدبلوماسيين البرتغاليين، كما ان رحلاته الي دول الصحراء الافريقية ووصوله القاهرة في الايام الاخيرة للسلطان المملوكي قانصوه الغوري لم تنل اهتمام مؤرخ تلك الفترة وزيارته للقلعة والسلطان لم يسجلها ابن اياس في سجلات الزوار التي كان يهتم بها بعناية ودقة.

الغموض الذي يلف حياة الوزان لم يكن عائقا من كونه شخصية مهمة في مجال البحث والتأثير العلمي فمجموعة المخطوطات التي تركها وراءه في روما، حيث نشرت احداها عام 1550 ونالت حظوة وشعبية هائلة في ذلك الوقت.

لغز الرحالة العربي بدأ مع صدور اول طبعة من كتابه الذي سيعرف باسم وصف افريقيا ، فقد اختار ناشر الكتاب الاول جيوفاني باتيستا راموزيو الاسم المسيحي للوزان جيوفاني ليوني افريكانو ، وتبنت اللغات الاوروبية بتنوعات مختلفة الاسم الذي ورد في الطبعة الاولي في البندقية ضمن السلسلة التي كان يصدرها راموزيو ابحار ورحلات ، ومثل الف وليلة وليلة التي لعبت في المخيال الاوروبي شكل كتاب الوزان العقلية الاوروبية حول كل ما يتعلق بافريقيا لانه جاء من شخص عاش و قال الحقيقة ، كما اكد الوزان في اكثر من موقع في كتابه.

نسخة اخري من الكتاب عثر عليها باحث سوري في مكتبة الاسكوريال في مدريد وحملت النسخة اسم الوزان العربي المسلم اضافة لاسمه المسيحي مع اسم الشهرة الذي ارتبط به ليون الافريقي .

حتي القرن العشرين ظل ليون الافريقي شخصية هامشية ولم يكرس الكثير من الباحثين وقتا لقراءة الكتاب وتحليله، حتي بداية الاهتمام الفرنسي بافريقيا او العلوم الاستعمارية عن حياة وجغرافية والاثنيات والعناصر السكانية في هذه القارة.

لوي ماسينيون المستشرق والباحث الفرنسي الذي سيرتبط اسمه بالدراسات الاسلامية والصوفية خاصة الحلاج، قدم اطروحته للدكتوراه في جامعة السوربون عن المغرب في القرن السادس عشر كما وصفها ليون الافريقي.

اصدر ماسينيون كتابه عام 1906 وهو لحظة مهمة في تاريخ الاستعمار الفرنسي، حيث كانت فرنسا تحاول اقامة محمية لها علي المغرب.

تلونت عملية التعامل مع نص الوزان اذن بالمرحلة التاريخية، فآخر تعامل فرنسي ضمن النظرة الاستعمارية للاخر كانت محاولة اليكسس ايبولارد، الذي اعتمد علي دراسات ماسينيون ونسخة عثرت عليها باحثة اخري في ايطاليا، وتعتبر نسخته المترجمة جمعا بين عدد من النصوص، بما فيها النص الاول.

مع ولادة جيل جديد من الباحثين المغاربة والافارقة او المتخصصين بافريقيا، ظهر تعامل جديد مع الوزان وكتابه، حيث تجادل الكتاب والباحثون وصفه لافريقيا السوداء او بلاد السودان بين من يرون انه قدم وصفا دقيقا عن ممالك ومجتمعات غير معروفة، خاصة انه زار كل الممالك المعروفة في زمنه حتي النوبة ومنها ذهب الي القاهرة، ومر علي ممالك مالي وبحيرة تشاد، والنيجر.

اما اخرون فقالوا انه قدم رؤيته عن هذه المناطق بناء علي قصص جمعها وسمعها اثناء زيارته لتمبكتو، عاصمة مالي في بعثة لسلطان فاس، ولم يغادر هذه المدينة ابدا.

كل هذا الاهتمام يظهر ان كتاب الوزان كان مهما في تشكيل الوعي الاوروبي عن افريقيا.

ولهذا قامت الباحثة المغربية ام البنين زهري بتحليل ومتابعة ورحلات قادتها لامريكا، وقدمت دراسة عن اثر النسخة المطبوعة لكتاب الوزان علي آراء الاوروبيين فيما يتعلق بالطبيعة وسكان افريقيا.

وقامت الباحثة بدراسة الاثر هذا من خلال مراجعتها لمذكرات وكتابات الاوروبيين الادبية، ما اخذوه من الوزان، وما قاموا بصياغته او تجاهلوه.

وهنا فان اول ترجمة لوصف افريقيا ظهرت بالعربية عام 1980 وقام بها محمد حجي، استاذ التاريخ في جامعة الرباط، بعد ان دافع عن اطروحته الجامعية حول الحياة الثقافية المغربية في القرن السادس عشر.

ويري حجي مثل سابقه محمد المهدي الحجوي (1935) ان تنصر الوزان لم يكن حقيقيا وان هناك الكثير من الادلة التي تؤكد انه بقي مسلما ومات مسلما، من ذلك ما يشير اليه الحجي ان الوزان كان يشير عندما يتحدث عن المسلمين بعبارة نحن .

التوزع في التعامل مع شخصية محمد بن الوزان في اسمائه الكثيرة وهوياته المتعددة، وولائه الذي يشير الي الاختلاف اكثر من الهجنة يبدو واضحا في اهم عمل استعاد الوزان في قالب روائي تاريخي واعطي حياة جديدة له، مع انها محاولة لتقمص الكاتب شيئا من شخصية الرحالة المسلم الذي تنصر ظاهرا وظل مسلما في الخفاء.

امين معلوف في روايته الذائعة الصيت ليون الافريقي (1986)، حيث قدم معلوف الوزان/ ليون الافريقي باعتباره مجازا او معادلا له ولهويته التي تجاوزت الخلافات وتعالت علي الهويات اللغوية والدينية والقومية المحددة خاصة ان معلوف ينتمي الي بلد محاصر بالهويات والولاءات.

يقول بطل معلوف جئت من لا بلد، ولا مدينة ولا قبيلة ، ويضيف ليون الروائي واصفا نفسه انا ابن المفاوز، بلدي هو القافلة.
.
كل اللغات والصلوات هي لي .

والوزان هنا لا يعاني من اشكالية الهوية وتوزعها، فهو يقول انتمي لثقافة بلدي الاصلي وبلد المتبني .

فهو ابن قبيلة تذرع الصحراء وتعيش في الواحات، وعندما تجف مياهها تنتقل الي مكان آخر، عائلة الصحراء متشابكة، فالطرقات المتعددة لا تبني جذورا ولكن ثقافات.

ليون امين معلوف، هو رجل من المتوسط عاش وعايش ثقافات متعددة.

ومع انه شخصية مفتوحة الا انه فتح نقاشا حول هوية الكاتب وولائه وافكاره، خاصة تلك التي خلفها في وصفه لافريقيا.

ويلاحظ في هذا الكتاب ان الوزان مارس لعبة حيلة او خداع للقارئ، كوسيلة للخروج من مأزقه، مأزق الهوية الجديدة.

والقارئ لكتابه وفي باله البحث عن مفاتيح الهوية يلاحظ ان وصف افريقيا الذي كتبه الوزان، او يوحنا الاسد، وهو اسمه الذي اتخذه فيما بعد، يحمل لغة مخادعة حذرة، خاصة عندما يتعلق الامر بالهوية الدينية، فهو وان لم يمتدح الدين الاسلامي، دينه ولم ينتقص من المسيحية الا انه وهو الدبلوماسي العريق التزم لغة فيها الكثير من الحذر، وعندما يأتي الحديث مثلا عن اديان افريقيا الوثنية فانه يعرض الامر بلغة عامة، حيث يقول انهم ليسوا مسلمين او مسيحيين او يهودا.

وفي استعراضه لتاريخ افريقيا ليس في محددها الجغرافي المعروف عند الكتاب الاسلاميين بل من خلال بعدها الجغرافي الاوروبي فانه يقدم ما يعرفه كمسلم حيث يشير بعبارات عامة لدين محمد الذي انتشر من خلال الدعوة.

هذا الموقف المحايد او الغامض، واللغة الماكرة لم تفت علي المترجمين الذين اضافوا عبارات تعبر عن موقفهم من الديانة الاسلامية، مع الاخذ بعين الاعتبار جو الخوف الذي كانت تعيشه اوروبا من تصاعد قوة العثمانيين، وجهود البابا لبناء تحالف يواجه الاسلام ويقضي عليه.

الوزان كان صامتا وهو يكتب كتابه بلغة غير لغته العربية، وقدرته علي استخدام الايطالية لم تكن جيدة علي الرغم من عشرة اعوام في روما، حول هويته الدينية الجديدة، فهو لم يشر اليها ولا الي اسره ونقله في الفاتيكان وتعميده، هذا الصمت هو جزء من استراتيجية الحيلة التي مارسها ليون الافريقي، فكتابته المترددة بين عالمين ووضعه الغريب والمتطرف جعلته ينتبه لحقيقة مهمة انه كان يكتب لجمهور مختلف اوروبي، واخر مسلم، ومن هنا فتوزعه بين هذين البعدين حتما عليه استخدام قناع يخفي هويته ويبدو محايدا، فهو عندما يكتب عن تاريخ افريقيا لا يتردد في نقد الممارسات الشعبية والطقوسية والخلط في معتقدات الافارقة، وفي الوقت الذي يثمن فيه جمال مدن الشرق الا انه ينتقد عادات الاكل من قدر واحد، حيث لا يلتفت الكثيرون الي اداب الطعام، يأكلون باصابعهم من قدر واحد وبسرعة، بدون مناشف او سكاكين، ويشربون في نهاية الطعام ابريقا من الماء، وهذا خلاف الاداب المعمول بها في الغرب.

هذا لا يعني ان الوزان تغير بسبب وجوده في المغرب، فقد كان ناقدا للممارسات هذه ولكن ليس بتطرف الفقيه المغربي المغيلي، الذي اصدر فتاوي للممالك الصحراوية للتعامل مع غير المسلمين.

يمثل محمد بن الحسن الوزان حالة متطرفة فأسره من قبل القراصنة الاسبان جاء استثنائيا، خاصة في ظل تسيد القراصنة المسلمين والتحالف بين عروج امير القراصنة وشقيقه خير الدين من جهة وامير تونس، والمنطقة التي اسر فيها تظل محلا للجدل، فربما اسر قرب جربة حيث كانت المحطة التي يستريح فيها المسافرون وهي المرحلة الثانية بعد مغادرتهم شواطئ مصر، او قرب جزيرة رودس عندما القي اتباع القرصان دون بدرو دي كابريرا يي بوباديلا، وبحسب التقرير فان السفينة التي اسرت في 18 حزيران (يونيو) 1518 كان علي متنها 60 تركيا وربما كان الوزان واحدا منهم، الذي اتم مهمة دبلوماسية لسلطان فاس محمد البرتغالي.

القرصان بدرو كان له شقيق هو اسقف سلامنكا، وهو الذي اعطاه الفرصة لكي ينقل الاسير من قلعة سانت انجليلو.

وكان اسره قد جاء في لحظة مهمة في تاريخ العلاقات المسيحية ـ الاسلامية، حيث كانت بداية القرن السادس عشر، والعقد الاخير من القرن الخامس عشر حافلة بالتغيرات ليس علي صعيد اوروبا بل والعالم الاسلامي، الصراع الصفوي ـ التركي، والصراع التركي ـ المملوكي، والصراع بين ممالك دول الصحراء الافريقية، ومن هنا فان وصول دبلوماسي مسلم قابل السلطان سليم الثاني في الباب العالي كان خبرا مهما.

ويعتقد ان الوزان لم يعذب او يعامل بطريقة سيئة عندما تم التعرف علي شخصيته، ومن هنا فان قراره اعتناق المسيحية جاء بناء علي حسابات ووضع حرج.

تعميد يوحنا الاسد/ الوزان الذي، اعطاه حرية التحرك الذي تم عام 1520، حيث وضعه البابا في عهدة ثلاثة من كبار المثقفين والمسؤولين في تلك الفترة، احدهما مير كابري، البرت بيو، احد طلاب فلسفة ارسطو وجامع كتب بالعربية والعبرية والارامية عن الدين والطب والفلك، وايغيديو دا فيتربو، احد المهتمين بالافلاطونية المحدثة والكابالا اليهودية، وهم الذين اغنوا رؤية الوزان عن الحياة الغربية، وعلي الرغم من علاقته مع الثلاثة الذي كان لكل واحد اهتماماته الادبية او العلمية والفلسفية، فالوزان ظل يعيش علي حافة المجتمع.

ونظرا لصعوبات حديثه باللغة الجديدة فان هذا اثر علي وضعه الثقافي داخل حاضرة الفاتيكان، فقد كان مصدرا للمعلومات عن العالم الاسلامي، وليس مشاركا فيها، ولانه لم يكتب كتابا او دراسة فظل يعد داخل الدوائر الايطالية باعتباره خارجا عن الطبقات المثقفة.

لا يعدم الوزان، وضمن ظروف ايطاليا في تلك الفترة لقاء عدد من المثقفين اليهود والعرب المسيحيين الذين كانوا منشغلين بترجمات للنصوص الدينية، من العربية واليها، وقد تعاون الوزان مع يهودي تعود اصوله الي الاندلس مثله علي اعداد معجم عربي ـ عبري ـ لاتيني، وقد اسهم الوزان فيه ب 6600 كلمة عربية لكن المشروع لم يكمل بسبب انشغالاته.

ومن بين المخطوطات التي تركها في فترته الاوروبية كتاب ينتمي لكتابات الطبقات الاسلامية، وقد كتبه من خاطره واعترف فيه بضعف الذاكرة، وكتاب في الفقه المالكي وكتاب عن الوقائع الاسلامية، واخيرا كتابه الاهم وصف افريقيا .

قصة محمد بن الحسن الوزان/ ليون الافريقي/ يوحنا الاسد تعيد الباحثة والمؤرخة الامريكية ناتالبي زيمون ديفيس تشكيلها في كتاب صدر حديثا عن دار فابر اند فابر ، بعنوان رحلات مراوغ : في البحث عن ليو افريكانوس، مسلم من القرن السادس عشر بين عالمين ، وهي تلاحق الوزان منذ كان صبيا عندما رحلت عائلته الي فاس بعد او قبل سقوط غرناطة، ورحلاته مع عمه الي مناطق البربر، ومن رحلاته الي السلطنات المغربية مبعوثا لسلطان فاس، ورحلته لافريقيا، واخيرا زياراته للقاهرة وتركيا، ورحلته الي روما.

وتعيد ديفيس حكاية قصة الوزان عبر طرح عدد من التساؤلات وتخيل سيناريوهات والدخول في عقل الرحالة الذي تري ان كتابه وصف افريقيا كان اهم ما كتب وترك اثرا علي جانبي البحر المتوسط، ولكن صمتا يغلف حياة كاتبه سواء في المصادر العربية والغربية.

وتعيد ديفيس رسم الحياة الثقافية في المغرب والفاتيكان، روما، حيث تطلعنا علي عالم مليء بالتطورات السياسية والتساؤلات الثقافية والشهوة للمعرفة التي اسهم فيها الوزان بقدر مهم، وتلاحق الكاتبة سيرة بطلنا ورحالتنا حتي عام 1527 حيث رحل الوزان عن روما.

وهنا يختفي اثره الا من اشارات لبعض رعاته انه رحل الي تونس التي كتب عنها كثيرا، وهناك اشارات اخري انه كان يفكر بالرحيل الي القاهرة، خاصة بعد ان اصبحت العودة للمغرب نوعا من الاستحالة، للخوف ولتغير الظرف السياسي، وايا كان فقصة الوزان تنتهي عندما يقطع البحر مرة ثانية نحو بلاده الاصلية ويستعيد ايمانه، في نهاية رواية ليون الافريقي يحدثنا الرحالة حديث الرجل الحكيم الذي اثقلت كاهله السنون، وينتظر الرحلة الاخيرة للقاء ربه.

كتاب جميل يفتح افاقا جديدة لمعرفة عالم ضائع وصورة مغامر مسلم، كان قدره ان يقع في الاسر ويقدم هدية للبابا في الفاتيكان، ولولا الاتراك لما كان الوزان بصفته دبلوماسيا وفقيها ليحظي باهتمام البابا او مسؤولي الفاتيكان.

سيرة الوزان الجديدة تقدم بعض المفاتيح لفك لغز الرحالة الماكر، المراوغ.

بالنسبة لديفيس، فالوزان شخصية تفهم من خلال النص، فهو نص اكثر منه شخص حقيقي / رحالة ومغامر، وما كتبه يعتبر اهم من حكايته الحقيقية، وهي ككاتبة ومعلقة علي التاريخ الثقافي ومؤلفة كتاب مهم صدر عام 1983 عن سرقة الهوية والشخصية تدور في نفس القرن الذي عاش فيه الوزان، القرن السادس عشر، عودة مارتن غويري كانت قادرة علي بناء الزمن وتنوعاته، خاصة في اوروبا بدايات عصر النهضة.

تنتهي ديفيس في بحثها عن اشارات والغاز للتخلي عن مهمتها البحث عن مصير الوزان الذي لم نعرف ما حدث له بعد نهب روما 1527، وتنهي كتابها بتخيل لقاء بين الوزان وأحد كبار كتاب النهضة الاوروبية فرانسوا رابلياس متسائلة عن اثر وصدمة اللقاء بين عقلين مختلفين في روما .
.
يبدو ان الكاتب المراوغ، مثل الطير المراوغ في الاساطير العربية، رواغها وخدعها وقررت التخلي اخيرا عن مهمة البحث عن مصير الكاتب.


المؤلفة :ـ ناتالي زيمون ديفيس مؤرخة وكاتبة نسوية ولدت عام 1928 في ديترويت، وتقول ان علاقتها مع الوزان بدأت قبل نصف قرن عندما انهت رسالتها للدكتوراه عن النهضة في فرنسا، ولها العديد من الكتب منها العبيد علي الشاشة: الفيلم والرؤية التاريخية ، الهدية في فرنسا القرن السادس عشر ، نساء علي الهامش: ثلاث حكايات من القرن السابع عشر . وتعيش الان في تورنتو، كندا.

المترجم (عرض الكتاب باللغة العربية): ابراهيم درويش ، ناقد من اسرة القدس العربي

الكتاب : Trickster Travels: In Search of Leo Africanus ، a Sixteenth-Century Muslim Between Worlds ، Natalie Zemon Davis ،Faber & Faber 2006


تعليق : هذا دبلوماسي عبقري بكامل تعقيد ظروفه الإنسانية والإجتماعية والسياسية وليس "رجل مراوغ" مثلما يدعي مؤلف الكتاب، وهنا لا اعتب على المترجم السيد براهيم درويش، حيث أدى مهمة الترجمة والنقل بأمانة علمية واحترافية عاليه اشكره عليها جزيل الشكر. ولكنني انظر في مسألتين اثارتهما فيّ قراءة المقال:

اولاً : هذه قصّة ملحميّة ، لها دلالات وابعاد الأسطورة. كيف لم يكتب فيها سوى القليل ؟ ولماذا لم يعطها التاريخ حقّها من العناية؟ ثم لماذا يأتي هذا الكتاب الغربي بأوصاف مثل مراوغ ومحتال ليصم بها رجل مثل محمد بن الحسن الوزان؟ أهي العنصرية في عروقهم ؟ أم ربمّا هي حساسية المبالغ بها في عروقنا؟


وثانيها : ترى كم كان أثر محمد بن الحسن الوزان فاعلاً في نشوء فكرة التوسع الإستعماري العالمي لأوروبا التي تحكمها الكنيسة؟ وهل تجد لدى محمد بن الحسن الوزان اجابة شافية عن تساؤل منطقي بسيط : كيف استطاعت اوروبا - بعد سنوات قليلة من دحر آخر معاقل الإسلام في اسبانيا - أن تمتد بنفوذ استعماري هائل إلى العالم ، فستكشف امريكا وتدور حول العالم ، وتغزو مجاهله ؟ أين كان العرب وأين كان المسلمين عن ذلك كلّه ؟
 
  قضيّة ماهر عرار



فيلم أمريكي ـ سوري... قصير !
صبحي حديدي
لقدس العربي
29/01/2007

شريط الوقائع يسير هكذا:

ـ في 26 أيلول (سبتمبر) 2002 يصل المواطن الكندي، السوري الأصل، ماهر عرار إلي مطار ج. ف. كنيدي في مدينة نيويورك، قادماً من زيورخ وقاصداً مونتريال، فتعتقله السلطات الأمريكية وتبلغه أنه ممنوع من دخول الولايات المتحدة، وتسأله عن البلد الذي يرغب في التوجه إليه، فيرد: كندا.

ـ في 4 تشرين الأول (أكتوبر) تزوره مورين غيرفان، الموظفة في القنصلية الكندية، ثم تصرح فيما بعد أنها لم تكن تتخيل أبداً أن السلطات الأمريكية سوف ترحله إلي أي مكان آخر سوي كندا.

ـ في 8 من الشهر ذاته يُنقل عرار من زنزانته، معصوب العينين، ويجري ترحيله إلي سورية علي متن طائرة خاصة، بتهمة القيام بأنشطة إرهابية.

ـ في يوم 9 تهبط الطائرة في الأردن، ويُنقل عرار علي عجل إلي دمشق، براً، حيث يُعتقل في واحد من فروع المخابرات العسكرية الأشد فاشية وبربرية، فرع فلسطين، حيث يقضي فيه قرابة عشرة أشهر، فيتعرض للأصناف المعتادة من التعذيب الجسدي والنفسي، ويضطر إلي الإقرار ـ مكرهاً، ولكي يتفادي المزيد من التعذيب ـ بأنه تدرب في أفغانستان.

ـ في 23 نيسان (أبريل) 2003 يُسمح للسفير الكندي فرانكو بيلاريللا واثنين من أعضاء البرلمان الكندي بزيارة عرار في فرع المخابرات، ولكن بحضور ضباط أمن سوريين، مما يجبر المعتقل علي عدم كشف أي تفصيل حول ظروف اعتقاله؛

ـ تُمنع الزيارات عن عرار حتي تاريخ 14 آب (أغسطس)، حين يزوره القنصل الكندي، ويفلح عرار في إعلامه بتعرضه للتعذيب.

ـ في 23 من الشهر ذاته يُنقل عرار، معصوب العينين دائماً، إلي سجن خارج فرع المخابرات؛ وفي 5 تشرين الأول يُعرض علي قاضٍ يتلو عليه اعترافاته ويطلب منه التوقيع عليها دون قراءتها، ويُنقل بعدها للقاء رئيس المخابرات العسكرية السورية بحضور عدد من المسؤولين الكنديين، فيُطلق سراحه عندئذ، ويسافر إلي كندا.

تتمة هذا الفيلم، وهو إنتاج مشترك بين السلطات الأمنية الأمريكية والسورية، أن عرار اتهم الدرك الملكي الكندي بالتواطؤ في المحنة التي عاشها، وتكاتف معه الرأي العام الكندي فاضطرت الحكومة إلي تشكيل لجنة تحقيق مستقلة برئاسة القاضي دنيس أوكونور. وفي 18 أيلول (سبتمبر) الماضي أصدر القاضي تقريره الذي برأ فيه عرار من كل تهمة تتصل بالإرهاب، وأنحي باللائمة علي محققي الدرك الكنديين لأنهم زودوا السلطات الأمريكية بأدلة غير دقيقة وغير صحيحة، وأوصي بتعويض عرار مالياً. وفي أعقاب نشر التقرير تقدم قائد الدرك الكندي، جوليانو زكارديللي، باعتذار رسمي من عرار، ثم أتبعه بتقديم استقالته.

من جانبه، توجه رئيس الوزراء الكندي، ستيفن هاربر، باعتذار رسمي وعلني باسم الحكومة عن أي دور للسلطات الكندية في المحنة الرهيبة التي عاشها وأفراد أسرته، كما أعلن التوصل مع محامي عرار إلي تسوية تتضمن منحه تعويضاً بقيمة 10.5 ملايين دولار كندي (8.9 ملايين دولار أمريكي). وهكذا، قد يكون هاربر رد للديمقراطية الكندية بعض الكرامة، الحقوقية والدستورية والإنسانية والأخلاقية، التي انتهكها رجال الدرك الكندي، الأمر الذي لا يعني البتة أن قضية عرار سوف تحصن هذه الديمقراطية من انتهاكات مماثلة، وربما أشد فظاعة، في المستقبل القريب. ذلك لأن الطرائق التي تستخدمها الديمقراطيات الغربية في سياق ما يُعرف بـ الحملة علي الإرهاب ، لم تعد تندرج في باب تقنيات التحقيق أو أنساق المكافحة أو أنماط الوقاية، بل صارت فلسفة سياسية وأمنية شاملة كاملة، ولعلها أيضاً متكاملة في ذاتها وبذاتها، خارج نطاق القوانين... أو حتي تستفيق القوانين من سباتها!

الدليل الأبرز علي خلاصة كهذه أن السلطات الأمريكية لا ترفض الاعتذار عن سلوكها البربري (في ترحيل مواطن إلي نظام ديكتاتوري استبدادي استخباراتي 100%، بما يتضمنه ذلك الترحيل من مخاطر جدية ومباشرة علي حياته) فحسب، بل ترفض كذلك إزالة اسم عرار من لوائح المطلوبين والمشبوهين، وهذا ببساطة يعني أنها قد تسلمه من جديد إلي فرع فلسطين إذا ثقفته ثانية ذات يوم! أيضاً، أعلن السفير الأمريكي في أوتاوا، دافيد ولكنز، أن واشنطن سوف تستمر في القضية (ضد مَن؟ وبالتنسيق مع مَن، سوي المخابرات السورية؟)، مضيفاً أن إصرار كندا علي شطب اسم عرار من لائحة المراقبة ينم عن... غطرسة !

والحال أن قضية ماهر عرار كانت، للتذكير، بين أوضح وأبكر قضايا التعاون المباشر بين وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعدد من أنظمة الاستبداد الشرق ـ أوسطية، وعدد آخر من الديمقراطيات الغربية وأشباه الديمقراطيات في أوروبا الشرقية بصدد السجون الطائرة والمعتقلات السرية. وليس مدهشاً أن تتعنت السلطات الأمريكية في الإقرار بجريمة نكراء، لأنها في الواقع لم تكن محض خطأ فادح، ارتكبتها عن سابق عمد وتصميم، وتوصلت إلي إدانتها لجنة تحقيق قضائية مستقلة في ديمقراطية جارة للولايات المتحدة.

وأما مجرد التفكير في أن السلطات السورية يمكن أن تعتذر لمواطنها ماهر عرار عن عشرة شهور من المحنة الرهيبة ، فإنه ليس احتمالاً سوريالياً خالصاً فحسب، بل الأرجح أنه نقيض حال تلك السلطات: لعلها تحرق الأرم، اليوم، لأن الديمقراطية الكندية البلهاء أضاعت جهد جلادي فرع فلسطين، فجعلت جلسات التعذيب تذهب هباء بلا طائل!


لا إله إلا الله ولا حول و لا قوة إلا بالله !
 
Wednesday, January 24, 2007
  A Letter to the Commons
This is a very interesting letter for all those interested in anything related to Intellectual property rights, copy rights, trade marks, logos, marketing, materialism, and also intellectual piracy, hacking, humanitarianism and morality. In support of people all over the world, and in contempt of materialism all over the world, I take and republish this letter, to expose this materialist trick called "creative commons".



A Letter to the Commons

In The Shade Of The Commons
The letter was drafted by Shuddhabrata Sengupta (Sarai).

Dear Inhabitants of the ‘legal’ Commons,

Greetings! This missive arrives at your threshold from the proverbial Asiatic street, located in the shadow of an improvised bazaar, where all manner of oriental pirates and other dodgy characters gather to trade in what many amongst you consider to be stolen goods. We call them ‘borrowed’ goods. But a difference in the language in which one talks about things (’stolen’ vs, ‘borrowed’) is a also a measure of the distance between two different worlds.

You can only steal something if it is owned by someone in the first place. If things are not ‘owned’ but only held in custody, then they can only be ‘borrowed’ as opposed to being stolen. So what you call a ‘pirated’ DVD is what we would call a DVD ‘borrowed’ from the street, and the price we pay for it is equivalent, or at least analogous to an incremental subscription to the great circulating public library of the Asiatic street.

We address this, written in the precincts of that library, to all you who enjoy the salubrious comfort of the legal commons, especially the one that calls itself ‘creative’. We have occasionally stepped into your enclosures, and have fond memories of our forays. However, our sojourns in your world have of necessity had to be brief. Before long, we have been asked about our provenance, our intent, our documents. There has rarely been enough paper for us to prove that we had the right of way.

We appreciate and admire the determination with which you nurture your garden of licences. The proliferation and variety of flowering contracts and clauses in your hothouses is astounding. But we find the paradox of a space that is called a commons and yet so fenced in, and in so many ways, somewhat intriguing. The number of times we had to ask for permission, and the number of security check posts we had to negotiate to enter even a corner of your commons was impressive. And each time we were at an exit we were thoroughly searched, just in case we had not pilfered something, or left some trace of a noxious weed by mistake into your fragile ecosystem. Sometimes, we found that when people spoke of ‘Common Property’ it was hard to know where the commons ended and where property began.

Most of all, we were amazed by the ingenuity (and diligence) you display in upholding the norm that mandates that unless something had been named explicitly as part of the ‘commons’ by it’s rightful owner, it is somehow out of bounds to everyone else. Hitherto, our understanding of the word you use, ‘the commons’, had suggested to us that it indicated a space where people could take according to their desires and contribute according to their capacities. This implied a relationship essentially between people, founded on a more or less taken for granted ethic of reciprocity, in the sense that what goes around, eventually comes around. However, in the space you designate as ‘commons’, we found that the rule is - take in accordance to the label on the thing that you encounter, and give according to the measure of the licence you prefer.

This indicated that a relationship between people, was somehow replaced by a relationship between people and the things that these people owned, inherited, or had created. It meant being told that we could access something only if the owner said we could. This meant that the song or the story or the idea that had no label on it was not for the taking. We have to admit that this did feel a bit suffocating, because it was a bit like rationing the air you breathe according to whether or not you had the right to breathe freely.

Strangely, the capacity to name something as ‘mine’, even if in order to ’share’ it, requires a degree of attainments that is not in itself evenly distributed. Not everyone comes into the world with the confidence that anything is ‘theirs’ to share. This means, that the ‘commons’ in your parlance, consists of an arrangement wherein only those who are in the magic circle of confident owners effectively get a share in that which is essentially, still a configuration of different bits of fenced in property. What they do is basically effect a series of swaps, based on a mutual understanding of their exclusive propreitary rights. So I give you something of what I own, in exchange for which, I get something of what you own. The good or item in question never exits the circuit of property, even, paradoxically when it is shared. Goods that are not owned, or those that have been taken outside the circuit of ownership, effectively cannot be shared, or even circulated.

Where does this leave those who have no property to begin with? Perhaps, with even less than what they might have in a scenario where there was some comfort in being able to make do with bits and pieces broken off, copied and patched together and then circulated, essentially by people who had no prior claim to cultural property or patrimony. You see, we undertook our education in the public library of the street, in the archive of the sidewalk. Here, our culture, came to us in the form of faded and distressed copies, not all wrapped and ribboned with licenses. We took what we could, when we could, where we could. Had we waited to take what we were permitted to ’share’ in, we would never have gotten very far, because no one would have recognized our worth as ’shareholders’. Our attainments were not built with the confidence that comes from knowing that you have a right to own what you know, and a duty to know what you own.

Your ‘commons’ is not a place that we can share in easily. Because, often, when you ask us for what we ‘own’, we have to turn away from your enquiring gaze. We own very little, and the little that we own is itself often under dispute, because no one has bothered to keep a detailed enough record of provenances. In these circumstances, if we had listen to your stipulation to share only that which we own, hardly anything would have been passed around. And for life to continue, things have to pass around. So we share a lot of things that we have never owned. They are ‘borrowed’.

You call this piracy. Perhaps it is piracy. But we have to think of consequences. The consequences of absences of the infrastructures that make a culture of sharing that is also a culture of legality possible. In the absence of those infrastructures, we have to rely on other mechanisms. When you do not have a public library, you have to invent one on the street, with all the books that you can muster, with everything you can beg,or borrow. Or steal.

All we ask, dear inhabitants of the ‘legal’ commons, is for you to let us be. To be a little cautious before you condemn us. A world without our secret public libraries would be a poorer world. It would be a world in which very few people read very few books, and only those who could own things were the ones who could share them. It would also mean a world in which, eventually, very few people write books. So instead of more, there would in the end be less culture to go around. The more you own, the less you can share.

All we ask is for a little time. It has not yet been conclusively proven that the culture of ‘borrowing’ which you happen to call ‘piracy’ has only negative consequences for the production of culture. It has also not yet been proven that one must necessarily read negative consequences for culture from negative consequences for the balance sheets of the culture industry. Until such time that this is done, please let us be.

Learn about us by all means if you must, argue with us by all means, but do not rush to destroy the wilderness we inhabit. We admire your carefully cultivated garden. We know it is not easy for you to let us enter that space. We understand and respect that. We do not ask to be appreciated in return for the fact that we prefer hiding in the undergrowth of culture. All we ask for is the benevolence of your indifference. That will do for now.

We remain, yours

Denizens of Non Legal Commons, and those who travel to and from them

This letter is based on discussions at a workshop that took place at Waag Society in Amsterdam last May and has been published in In the Shade of the Commons reader.

Based on discussions among: Shaina Anand, Namita Malhotra, Paul Keller, Lawrence Liang, Bjorn Wijers, Patrice Riemens, Monica Narula, Rasmus Fleischer, Palle Torsson, Jan Gerber, Sebastian Lüttgert, Toni Prug, vera Franz, Konrad Becker & Tabatabai

Picture from the cover of In the Shade of the Commons. Copyright Waag Society 2006. CC BY-SA Netherlands

 
Tuesday, January 23, 2007
  الإنهيار من القمّة

أبو عبد الله محمد الثاني عشر
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة


أبو عبد الله محمد الثاني عشر (1460؟ - 1527) هو آخر ملوك الأندلس المسلمين. وكان ملكاً على غرناطة (من بني نصر من ملوك الطوائف) واستسلم لفرديناند وإيزابيلا يوم 2 يناير 1492. وسماه الإسبان el chico (أي الفرخ) و Boabdil، بينما سماه أهل غرناطة الزغابي. وهو ابن مولاي أبو الحسن، الذي خلعه من الحكم وطرده من البلاد عام 1482، وذلك لرفض الوالد دفع الجزية لفرديناند كما كان يفعل ملوك غرناطة السابقين.

حاول غزو قشتالة عاصمة فرديناند فهُزم وأسر في لوسينا عام 1483، ولم يفك أسره حتى وافق على أن تصبح مملكة غرناطة تابعة لفرديناند وإيزابيلا ملوك قشتالة وأراجون. الأعوام التالية قضاها في الإقتال مع أبيه وعمه عبد الله الزغل.

في عام 1489 استدعاه فرديناند وإيزابيلا لتسليم غرناطة، ولدى رفضه أقاما حصارا على المدينة. وأخيراً في 2 يناير 1492 استسلمت المدينة.

المكان الذي ألقى منه نظرته الأخيرة على غرناطة ما زال معروفاً بإسم زفرة العربي الأخيرة (el último suspiro del Moro) وبكى فقالت له أمه "ابك اليوم بكاء النساء على ملك لم تحفظه حفظ الرجال".

انتقل لفترة وجيزة إلى قصر له في البوجرّاس بالأندلس ثم رحل إلى المغرب الأقصى حيث تقاتل مع قريب له يحكم فاس، وقُتل في تلك المعركة عام 1527.

كان من شروط الإستسلام أن يأمن الغرناطيون على أنفسهم وأموالهم ودينهم كمدخرين، ولكن ما أن استقر لهم الحكم بعد مرور 9 سنوات على سقوط غرناطة نكث فرديناند بالعهد وخير المسلمين إما إعتناق المسيحية وإما مغادرة اسبانيا، وكانت تلك هي نهاية الأندلس.

 
  Breakthroughs in brain research explain how to make organizational transformation succeed

Managers who understand the recent breakthroughs in cognitive science can lead and influence mindful change: organizational transformation that takes into account the physiological nature of the brain, and the ways in which it predisposes people to resist some forms of leadership and accept others.

This does not imply that management — of change or anything else — is a science.

There is a great deal of art and craft in it. But several conclusions about organizational change can be drawn that make the art and craft far more effective.

These conclusions would have been considered counterintuitive or downright wrong only a few years ago.

For example:


  • • Change is pain. Organizational change is unexpectedly difficult because it provokes sensations of physiological discomfort.

  • • Behaviorism doesn’t work. Change efforts based on incentive and threat (the carrot and the stick) rarely succeed in the long run.

  • • Humanism is overrated. In practice, the conventional empathic approach of connection and persuasion doesn’t sufficiently engage people.

  • • Focus is power. The act of paying attention creates chemical and physical changes in the brain.

  • • Expectation shapes reality. People’s preconceptions have a significant impact on what they perceive.

  • • Attention density shapes identity. Repeated,purposeful, and focused attention can lead to long-lasting personal evolution.



Source : (strategy+business issue ,43) The Neuroscience of Leadership, by David Rock and Jeffrey Schwartz
 
Monday, January 22, 2007
  The Dark Side of Christianity (... continues)

بمناسبة حديث البابا عن الإرهاب الإسلامي: هذه تذكرة أخرى بالجانب الدموي الأسود للكنيسة المسيحية



In 1095 Pope Urban II called for the knights of Europe to unite and march to Jerusalem to save the holy land from the Islamic infidel. The crusades provided an opportunity to vastly increase the influence of the Catholic Church. They also served a political purpose much closer to home. When the Pope initiated the first crusade in 1095, many of the imperial powers were outside the Church: the King of France, the King of England, and the German Emperor.(see: Daniel-Rops, Cathedral and Crusade, 433-435.) The crusades were a means of uniting much of Europe in the name of Christianity.

Crusaders, caught up in their sense of righteousness, brutally attacked the Church's enemies:

Pope Gregory VII had declared: "Cursed be the man who holds back his sword from shedding blood. "(see: Malachi Martin, Decline and Fall of the Roman Church (New York: G.P.Putnam's Sons, 1981) 134, and Daniel-Rops, Cathedral and Crusade, 276.)

The chronicler, Raymond of Aguilers, described the scene when a band of crusaders massacred both Muslims and Jews in Jerusalem in 1099: "Wonderful things were to be seen. Numbers of the Saracens were beheaded... Others were shot with arrows, or forced to jump from the towers; others were tortured for several days, then burned with flames. In the streets were seen piles of heads and hands and feet. One rode about everywhere amid the corpses of men and horses. In the temple of Solomon, the horses waded in the blood up to their knees, nay, up to the bridle. It was a just and marvelous judgement of God, that this place should be filled with the blood of unbelievers." (James A. Haught, Holy Horrors (Buffalo: Prometheus, 1990) 25-26.)

Nicetas Choniates, a Byzantine chronicler, wrote, "Even the Saracens (the Muslims) are merciful and kind compared to these men who bear the cross of Christ on their shoulders."(Martin, Decline and Fall of the Roman Church, 134.)

 
Sunday, January 14, 2007
  رسالة صدّام الأخيرة


بسم الله الرحمن الرحيم

((ما ودعك ربك وما قلى، وللآخرة خير لك من الأولى،ولسوف يعطيك ربك فترضى))

صدق الله العظيم


رسالة صدّام الأخيرة

مع الإحترام للجميع

حدت الحداة و دارت الأكوابُ *** وتناقلت اخبارنا الأعرابُ
يا قمة الزعماء إني شاعرٌ*** والشعرُ حرٌ ما عليه حسابُ
أذكرتموني أم نسيتم قائداً** كانت تسابق اسمه الألقابُ
فأنا الزعيم أنا المقدم بينكم ***ويحيطني الإجلال و الإطنابُ
اسمي أنا صدامُ اطلقُ لحيتي******* حينا ووجهُ البدرِ ليس يعابُ
في حُفرةِ ضاقت كلحدٍ مظلمٍ ****سكنتْ هنالك مهجة وجوابُ
فعلام يجذبني العلوج بلحيتي *********اتخيفها الأضراسُ و الأنيابُ
وأنا المهيب ولو اكون مقيداً********** فالليث في قفص الحديدِ يهابُ
هلا ذكرتم كيف كنت معظماً ********والنهر بين أناملي ينسابُ
عشرون طائرة ترافق موكبي *********والطير يُحشر حولها اسرابُ
والقادة العظماء حولي و الورى *********يتزلفون وبعضهم حجابُ
قممٌ مضت عندي و عند دياركم ******قِممُ التحدي و الحضور غيابُ
سيجيب طبع الزور تحت جلودكم******* صدام في جبروته عرّابُ
كنت الذي تقفون خوفا خلفه******* تتقارب الجبهات و الأشنابُ
في الواحة الخضراء حولي دائماً******* يتزاحم الزعماء و الأحزابُ
ولنيل مرضاتي وكسب صداقتي********** يتسابق الوزراء والنوابُ
كل يحاول ان يكون مقرباً ***************عندي و كم تتزلف الأذنابُ
تهتز تحتي الأرض خوفاً كلما ********هاجت بصدري ثورةٌ وعِتابُ
ماذا صنعتم يا رفاق وما عسى********** أن تصنعوا، وزنُ العميلِ ذبابُ
مثلي فأكثركم على اخوانهِ*********** متآمرٌ ومُخادعٌ كذابُ
أولم تكونوا قاهرين شعوبكم********** أم ليس مثلي بينكم قصابُ
فإذا نهبتُ من العراق و شعبه********* ثراوته هل وحدي النهابُ
واذا فجرتُ بسبكم و عدائكم********* فالجلُّ منكم فاسقٌ سبابُ
للغرب صلينا ولم نكفر به **********وأنا الإمامُ وقصري المحرابُ
أفتكتمون عل الشعوب سجودكم******** للغرب ربا دونه الأربابُ
القتل و التعذيب شرعٌ محكمٌ *********جاءت به الأجنابُ و الأعرابُ
فقتلتُ مليونين من فرسانكمْ *********والقتلُ شرعٌ محكمٌ وكتابُ
وفتحتُ فارسَ من جديدَ تطوعاً******** والفتح يا شعب الكويت خرابُ
يا قمة تروي الهوان حكايةً******* والمنجزاتِ ضيافة وخطابُ
أما البيانُ هوالبيانُ و إنما********* تستبدلُ الأقلامُ و الكتـّابُ
لا تجزعوا من اي لفظٍْ واضح********* فاللفظُ لغوٌ ما عليهِ عقابُ
تدري وكالاتُ الغزاة بأنكم*********** لوجودها الأزلامُ و الأنسابُ
تدري بأن الغرب شعبٌ واحد********* لافرق الا الثوبُ و الجلبابُ
والمسلمُ العربي شخصٌ مجرمٌ******** افكارهُ الإجرامُ و الإرهابُ
أنا والعراقُ نكونٌ بنداً واحداً********** فعلامَ تُـغلقُ دوني الأبوابُ
وأنا العراقيُ الذي في سجنهِ *********نـُسجت على منواله الأثوابُ
إني شربتُ الكأسَ سُماً ناقعاً******** لتـُدار عندَ شفاهكمْ اكوابُ
أنتم أسارى عاجلاً أم آخلاً********** مثلي وقد تتشابه الأسبابُ
والفاتحون الحمرُ بين جيوشكمْ********** لقصوركمْ يوم الدخولِ كلابُ
وعن الدجيل إذا احاكم من ترى*** خصمي من المتآمرُ المرتابُ
توبوا الى أولمرتَ قبل رحيلكمْ ****واسترحموه لعله توابُ
عفواً إذا غدت العروبة نعجة ***ً وحـُماة اهليها الكرام ذئابُ

______________
شعر (سليط)
.


 
  لماذا يجوز القاء القنابل من الطائرات بينما لا يجوز تفجير القنابل في الشوارع؟
Why Is Bombing Acceptable And Placing Bombs Isn´t?
Source : Martin Varsavsky's Blog

I just read the news on Reuters/Yahoo that the USA entered Somalia with an AC 130 plane and bombed the village of Hayo because there was "at least one Al Qaeda suspect". The result? Reuters sources says: "I understand there are many dead bodies and animals in the village".

Now while most of us strongly prefer a world without Al Qaeda, an organization that has killed a lot of innocent people, from a moral and tactical point of view I think that flying into a foreign country chasing "at least one Al Qaeda suspect", bombing a village and killing many civilians, is wrong.

An air attack of this kind makes USA lose not only from a moral point of view, but also from a tactical point of view. Terrorism is an industry fueled by angry young men (occasionally young women as well) who are looking for a reason to fight. The USA tactics in the Middle East, in my view, just make it more likely for Al Qaeda, an organization which operates in a region where birth rates and unemployment rates are among the highest in the world, to recruit angry young men.

In Spain, where I live, we also have a lot of problems with terrorism. A few days ago ETA attacked in Barajas Airport. We also had a terrorist attack by an islamic terrorist organization on March 11th 2004 that left as many dead per capita as 9/11 did in the States. Still I can´t possibly imagine Spanish police demolishing the homes of relatives of suspected terrorists as Israel does or simply bombing suspected targets from the air as USA does. If the Spanish government did that it would turn thousands of Basque citizens and well adapted Muslim immigrants into ETA and Al Qaeda supporters.

I think it´s time that USA realize that Al Qaeda has many more sympathizers now than before 9/11 as a result of its flawed policies. Most of the world supported the USA led invasion of Afghanistan. That act in itself was rational and probably understood by most muslims as well. The Taliban government working jointly with Al Qaeda had attacked the USA and USA responded invading the country and replacing the government. But things started going wrong with the invasion of Iraq, a country that basically had no terrorism until the USA´s actions unfortunately produced it.

USA in Iraq managed to create the enemy it did not have before the invasion. This was achieved in part by the unreasonable use of force, including air bombings of cities like Fallujah. How can you explain to a rational person that air bombings on civilian populations are justifiable, but placing car bombs or human bombs is not? Same with Israel. Hezbollah now has many more supporters than before the Israeli invasion of Lebanon, because that invasion included bombings among civilians, heavy civilian casualties and enormous destruction of Lebanese infrastructure.
As a result many Lebanese who were not Hezbollah sympathizers now are.

Democracies do not need to resort to an eye for an eye tactics to win against terrorism as those tend to backfire. The Somalia attack will now again increase the fear of Muslims that the US just wants to kill Muslims anywhere they are.

READ MORE ...


لماذا يجوز القاء القنابل من الطائرات بينما لا يجوز تفجير القنابل في الشوارع؟

رغم أن هذا السؤال بديهي جداً ، غير أن الذين يطرحونه قلة قليلة جداً من البشر ،ربما هؤلاء هم الأذكياء الذين تهمّهم العدالة بقدر او بآخر ، بدلاً من مصالحهم وأمور أخرى سواء كانت ذكية أو غبية .

قنابل بوش الأمريكية ، سواء الغبية منها أو الذكية قتلت وما زالت كل يوم تقتل البشر ، اكثر و أبشع و أشدّ بكثير من جميع الأنواع الأخرى من القنابل والمتفجرات.

ما حصل مؤخراً في الصومال مسرحية سخيفة أخرى ، مهزلة سياسية أمريكية جديدة لا تختلف عن باقي المهزل السياسية الأمريكية : قوات اجنبية صديقة وحليفة لأمريكا (اثيوبيا) تعتدي على بلد جار ضعيف (الصومال) وتقتلع الحكومة الشعبية الناشئة التي اختارها الشعب (حكومة المحاكم الإسلامية) بالقوة المسلحة والإرهاب والترويع بالقصف الجوي والقتل والتدمير ، وتضع دمية على شكل حكومة محليّة (الحكومة الإنتقالية في بيدوا ،ورئيس الدولة المسمى بالرئيس الصومالي المؤقت المدعو عبد الله يوسف أحمد، ورئيس وزراءه المدعو علي محمد جيدي ) تضفي عليها امريكا والدول الغربية صفة "حكومة شرعية" ثم تستغل كل مقدّرات وثروات البلد لمصالحها التي لا نهاية لها ولا بداية ، بينما في الوقت ذاته تعمل على اضفاء ما يلزم لوصم وإتهام الرئيس الدمية الذي جائت به و عملت على تثبيه بالدكتاتورية ، والحكومة الدمية التي نصّبتها في مكانها بالقوة والخداع بالفساد ، والشعب المنكوب بالتخلف.

قصف بوش قرية صومالية، بقنابل امريكية ذكية غبية ، قصفاً شرعياً مشروعاَ من الجو ، بتصفيق صفيق من الدمية الأمريكية الممثلة بالرئيس الصومالي الصفيق الذي إدعى بصفاقة عجيبة أن "لأمريكا الحق بقصف القاعدة في أي مكان في العالم" . وكانت نتيجة القصف مقتل اكثر من سبيعن من رعاة الأغنام الصومالين ومقتل عدد كبير من الأغنام والماعز واثارة الهلع والفزع لدى الأطفال الصوماليين في تلك القرية ، وظهور عدد كبير من المسؤولين الأمريكيين والغربيين ومن والاهم ودار في افلاكهم على شاشات التلفزيون متغطرسين متبجحين بتلك الفعلة الحقيرة قبل ان يتبين فشلهم الذريع وغبائهم للعالم عندما تكشّّف للعالم كذبهم ومدى غبائهم، يعد ايام قليلة من ارتكابهم لتلك الجريمة البشعة.

 
Tuesday, January 02, 2007
  رئيس وزراء "إسرائيل" ايهود اولمرت : لقد اتبعنا السياسة الأمريكية ... منذ زمن طويل


PRIME MINISTER OLMERT: Thank you very much. President -- this is nothing to take an edge to the very accurate analysis that you made with regard to these big issues. We in the Middle East have followed the American policy in Iraq for a long time, and we are very much impressed and encouraged by the stability which the great operation of America in Iraq brought to the Middle East. We pray and hope that this policy will be fully successful so that this stability which was created for all the moderate countries in the Middle East will continue.




 
  صدّام حسين ... كبير في حياته ... كبير في شهادته


كبير في حياته.. كبير في شهادته

عبد الباري عطوان

هذا الاهتمام العربي والعالمي غير المسبوق باعدام الرئيس العراقي صدام حسين، والطريقة الوحشية التي تم بها، يؤكدان اهمية الرجل، ومكانته البارزة، ودوره المتميز في تاريخ المنطقة العربية.



الادارة الامريكية وادواتها في العراق الذين خططوا بعناية لهذا الحدث، من خلال خبراء في الاعلام والعلاقات العامة وتوجهات الرأي العام، لم يتوقعوا مثل هذه النتيجة العكسية تماما، وفوجئوا بها وبالآثار المدمرة التي يمكن ان تترتب عليها فيما هو قادم من الايام.

صدام حسين تقدم الي منصة الاعدام كالجبل الاشم، رافع الرأس، ممشوق القوام، مترفعاً عن الصغائر والصغار، مؤمناً بعقيدته وعروبته، مردداً شعارات العزة والكرامة، بعد ان عزز ايمانه، واكد عليه بترديد آيات من القرآن الكريم والشهادتين، سيحسده كل الزعماء العرب، الاحياء منهم والاموات، علي هذه الشهادة المشرفة، وهذه المحبة العارمة في اوساط مئات الملايين من العرب والمسلمين في مختلف انحاء المعمورة.

صدام حسين كان الزعيم الوحيد في تاريخ هذه الامة الحديث الذي ذهب الي المقصلة لانه وطني رفض الاحتلال والاستسلام للغزو، واختار المقاومة، ولم يسبقه الي هذا الشرف الا رجال من امثال عمر المختار ويوسف العظمة، تشرفت الامة وتاريخها بنضالاتهم، وحفظتها لهم في سجلات العزة والكرامة.

سارعوا باعدامه لانهم كانوا يخافونه حتي وهو خلف القضبان، مثلما سيظلون يخشونه وهو جثة تتواري بين حنايا تراب الوطن، فالمقارنات بين زمانه وزمانهم الدموي الفوضوي جاءت دائما لصالحه، والمطالبات بعودته لانقاذ العراق من محنته والزمرة الفاسدة الحاقدة التي تحكمه باتت تصم آذان الاحتلال والمتواطئين معه.

احرجهم وقزمهم بوقوفه كالرمح في قفص الاتهام، وارعبتهم نظرات عينيه الثاقبة، وفضحتهم وطنيته وعروبته وترفعه علي التقسيمات الطائفية الكريهة التي زرعوها في عراقهم الجديد الموبوء، فقرروا التخلص منه في عجالة مربكة ومرتبكة.
شكراً لتكنولوجيا الهاتف النقال التي مكنتنا من التعرف علي الوجه البشع للطائفية البغيضة الحاكمة في عراق امريكا ، فهذا الشريط، فضح حكومة المنطقة الخضراء، ونسف كل مخططات الرقابة والتزييف لخبراء المخابرات الامريكية وعملائهم، وقدم لنا الحقيقة عارية، دون ان يقصد صاحبه.
كان مصيباً عندما التفت اليهم وقال هل هذه هي مراجلكم؟ عندما كانوا يوجهون اليه الاهانات وهو يتقدم الي حبل المشنقة برحابة صدر وعزة نفس، مردداً القول الكريم واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً .

فهل من الرجولة الهتاف بشعارات طائفية بغيضة امام رجل، لم يكن طائفياً في اي يوم من الايام، وحبل المشنقة يلتف حول عنقه، وستذهب روحه الي خالقها بعد ثوان معدودة؟

هل هذه هي اخلاق الاسلام السمحاء، وهل هذه من قيم العروبة والشهامة والاباء، وهل هؤلاء هم ابناء العراق العظيم الذي وقف دائماً في وجه الغزاة علي مر التاريخ وكان سنداً لأمته وقضايا العدل في العالم بأسره؟

نأسف، ولكن لا نفاجأ، لأن بعض الحكومات العربية احتجت فقط لأن الاعدام جري تنفيذه يوم عيد الاضحي المبارك، وكأن اعدام هذا الرجل الرجل جائز ومبارك في اي يوم آخر. نأسف مرة اخري لأن معظم الزعماء العرب تواروا في قصورهم ولم يجرؤ اي منهم علي النطق بكلمة احتجاج واحدة خوفاً من امريكا.

لقد طْعنّا مرتين، في الاولي عندما شاهدنا زعيماً عربياً يساق الي منصة الاعدام وفق عدالة طائفية حاقدة وثأرية، وفي المرة الثانية عندما لم نشاهد احداً يعترض علي اعدامه من نادي الزعماء الذي انتمي اليه لأكثر من ثلاثين عاماً.

لعل الله أراد له خاتمة طيبة، وذكراً حسناً، عندما اوعز لاحدهم تسجيل ما أرادت امريكا وحكومة الطوائف اخفاءه، من خلال شريط فيديو اللحظات الاخيرة، الذي احدث نقطة تحول تاريخية ربما ستشكل تاريخ المنطقة، وطبيعة الاحداث فيها لعقود قادمة.

لعل الله أراد ان يكشف مسلسل اكاذيب موفق الربيعي مستشار الأمن القومي في حكومة الاحتلال (أين هو هذا الأمن؟)، الذي خرج الي العالم مردداً انه، اي الرئيس صدام، كان ضعيفاً منهاراً وهو في طريقه الي ملاقاة ربه، فيأتي الشريط ليقدم لنا بالصوت والصورة اننا امام اسد شجاع، يرفض ارتداء قناع، مثلما يرفض اخذ حبوب مهدئة عرضوها عليه، ولماذا القناع، ولماذا الحبوب، فالقناع للخونة والمجرمين الذين يخجلون من خيانتهم او جرائمهم، والحبوب المهدئة تصلح لمن لا يستطيع مواجهة التاريخ من سوء افعاله.

الادارة الامريكية ارتكبت خطأ قاتلاً وكشفت عن حماقة كبري تضاف الي حماقاتها الكثيرة في العراق عندما اعدمت هذا الرجل، بطريقة ستدفع ثمنها غالياً في المستقبل القريب. فبقاؤه كان سيفيدها اكثر بكثير من اعدامه لو كانوا يفهمون السياسة كما يجب، لأنه يمكن ان يكون ورقة لتهديد الطائفيين وابقائهم خدماً لها ولمخططاتها، مثلما يمكن ان يكون ورقة مساومة للتهدئة مع المقاومة والقطاع العراقي العريض الذي يؤيدها. ولكنهم لا يعرفون غير الاحقاد، ولا يريدون غير الحاق المزيد من الاذلال بالعرب والمسلمين باعدامه.

ربما تكون الادارة الامريكية نجحت في امر واحد فقط، بعلم وتخطيط او بدونهما، وهو تعميق الشرخ الطائفي ليس في العراق فقط وانما في العالم الاسلامي بأسره، ولم يكن من قبيل الصدفة ان يوقع نوري المالكي قرار تنفيذ الاعدام، ولم يكن من قبيل الصدفة ايضا ان توكل مهمة التنفيذ للحاقدين الطائفيين مثلما شاهدنا في شريط الفيديو. فقد اختفي الطالباني، او هرب، ومعه كل من شاركوا في مشروع الاحتلال الامريكي وقدموا له الغطاء الشرعي، من الطائفة الاخري.

هذا الاعدام سيوجه ضربة قوية لكل جهود المصالحة الوطنية، وسيؤدي الي تصعيد الهجمات ضد القوات الامريكية والمتعاونين معها، وسيصب المزيد من الزيت علي نيران الحرب الاهلية المشتعلة اصلا. من نفذوا حكم الاعدام لا يريدون المصالحة، وبقاء العراق موحدا. بل يعملون لنسفها، فالتسامح، والغفران، وسعة الصدر، هي صفات اساسية غير متوفرة في هؤلاء.

صدام له سلبيات وايجابيات، ولكنه لم يقتل بسبب سلبياته، وانما بسبب ايجابياته، وايجابياته هي ايمانه بالوحدة العربية، والتصدي لاعداء الامة، وبناء قاعدة صناعية وتعليمية غير مسبوقة وتحدي امريكا، واختار المقاومة ورفض المنافي الآمنة المرفهة.

لعنة صدام ستظل تطاردهم، تطارد الامريكان، وتطارد جلاديه من الطائفيين الحاقدين، ومثلما خرجت القاعدة من رحم الغطرسة الاسرائيلية في لبنان، والعجرفة الامريكية في العراق، فان قاعدة صدام قد تخرج من رحم عملية الاعدام المهينة.



 
سلام ... Salam ... Here are "ArabComments" on trends and events related to our lives, individually as well as collectively as Arabs living in and out of our Arab Home Lands. We speak on love, religion, and politics of "neo-colonialism". We discuss a diversity of issues, ranging from InfoTech and InfoSec, to everyday price of bread, and everyday price of freedom. You are welcome to add your comments, just as long as they are not propaganda,i.e. SPAM, … Peace … سلام

ARCHIVES
Archives
December 2005 / January 2006 / February 2006 / March 2006 / April 2006 / May 2006 / June 2006 / July 2006 / September 2006 / October 2006 / November 2006 / January 2007 / February 2007 / June 2007 / July 2007 / September 2007 / May 2008 /


TechTags !

، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ، ،،،

Powered by Blogger