ما هذا الصمت على الفضيحة؟
فهد الخيطان
العرب اليوم
تعيينات الصحة.. تواطؤ الحكومات والنواب ودليل آخر على الفساد الاداري
لم تعلق الحكومة او وزارة الصحة على التقرير الذي نشرته »العرب اليوم« امس الاول على صدر صفحتها الاولى حول تعيين 150 سائقاً لحساب النواب في »الصحة« ومن الطبيعي ان لا يعلق السادة النواب فهم اصحاب مصلحة انتخابية مباشرة.
صحيح ان قرار التعيين صدر في زمن الحكومة السابقة لكن الحكومة الحالية تتحمل مسؤولية تنفيذه ووزير الصحة هو نفسه في الحكومتين.
فضيحة التعيينات في الصحة - واسمحوا لنا ان نسميها هكذا - الدليل رقم الف ربما على الفساد الاداري الذي يتم برعاية رسمية وتواطؤ بين الحكومات والمجالس النيابية.
لم نفاجأ بموافقة السادة ممثلي الشعب على قبول هذا التجاوز على حقوق الناس ومصالحهم ولم يصدمنا قرار حكومة بترضية النواب مقابل وقف »الطخ« عليها. ما نريده فقط هو ان يقتنع بعض من يدافعون عن آلية ادارة شؤون البلاد القائمة وطريقة تشكيل الحكومات وانتخاب المجالس النيابية انهم يدافعون في الحقيقة وعن آلية افرزت طبقة سياسية تعمل لمصالحها الانتخابية. لو كان لدينا حكومات اغلبية ومعارضة برلمانية قوية لما تجرأت حكومة على فعل ذلك ولما قبلت اغلبية نيابية ان تظهر مكشوفة امام المعارضة والرأي العام.
القضية مرت وكأن شيئاً لم يكن ولولا بضعة نواب رفضوا المبدأ من اساسه لما انفضح الطابق.
وما يهز مشاعرنا ان بعض من يمطروننا بخطبهم العصماء تحت القبة قبلوا اللعبة وشاركوا في الفضيحة ورشحوا اقاربهم للتعيين.
ما كان على حكومة البخيت ان تقبل بالامر الواقع بذريعة احترام قرارات حكومة سابقة لانها ببساطة قرارات غير نزيهة وغير قانونية وما كان على وزير الصحة الليبرالي والمستقيم الرضوخ. كان بامكانه ان يستقيل على ان يسجل في تاريخه انه تجاوز القانون على هذا النحو السائر.
كيف يصدق الناس بعد اليوم شعارات الحكومة عن الاصلاح والتطوير الاداري وما قيمة ديوان المظالم والظالم هم الحكومات والنواب.
ان الحكومات التي تتشكل من الاصدقاء والمحاسيب والمجالس النيابية التي تنتخب وفق نظام المخاتير لا يمكنها موضوعيا ان تبني دولة قانون ومؤسسات. هي وحدها الآليات الديمقراطية التي تبني المؤسسات الحقيقية وتضع قوانين النزاهة الوطنية وتحرس مصالح الناس.
كل ما نرجوه من السادة النواب ان يعفونا من خطبهم في المستقبل عن القانون والعدالة والمساواة لقد كشفنا الطابق ولم يعد في جعبة الحاوي ما يدهشنا.