يطلق رسالة مدوية ضد التجويع والحصار
والد الطفل الشهيد احمد الخطيب يلتقي طفلة زرع في جسدها قلب ابنه
الناصرة ـ القدس العربي ـ من زهير اندراوس
كان اللقاء مؤثرا للغاية بين ابناء الشعب العربي الفلسطيني من طرفي ما يسمي بالخط الاخضر، العائلة الاولي من مدينة جنين المحتلة في الضفة الغربية، والتي استشهد ابنها احمد علي يد جنود الاحتلال ثاني ايام عيد الفطر الماضي. اما العائلة الفلسطينية الثانية فهي من قرية البقيعة في الجليل الاعلي في الداخل الفلسطيني والتي زرع الاطباء في جسمها قلب الشهيد احمد. هذا اللقاء اثبت للقاصي والداني ان ابناء هذا الشعب الجبار، يتوحدون في السراء والضراء. اسماعيل خطيب، والد الشهيد لم يتمالك اعصابه عندما احتضن الطفلة (8 اعوام) التي انبعثت الحياة فيها بسبب ابنه الشهيد واجهش بالبكاء. وكان خطيب واسرته واقاربه من مدينة ام الفحم قد قام بزيارة رياض غضبان في البقيعة حيث جري حفل تكريم خطيب علي قراره الانساني بالتبرع أعضاء نجله لعدة مرضي من بينهم الطفلة سماح غضبان.وكانت اسرة غضبان واهالي البقيعة قد استقبلوا خطيب واقاربه بحفاوة توجت بحفل خطابي مؤثر حضره الشاعر سميح القاسم والسفير المصري وحشد من اهالي القرية والمنطقة. يشار الي ان الطفل الشهيد احمد قد صرعته رصاصات الاحتلال بجوار منزله وهو يلهو متسربلا بثياب عيد الفطر الاخير. وتحدث في الاحتفال الاب الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف، والدكتور اسامة حسين والكاتب محمد علي طه. في كلمته قال والد الشهيد اسماعيل، في زمن الكراهية تزداد قيمة الحب، وفي الحرب نعشق السلام وما بين الموت والميلاد تكتب السطور بالحبر او علي صفحات من الصخر ..وحدها الاشياء الجميلة والغالية تبقي خالدة في الذاكرة. الآن اري بينكم ذلك الغائب العزيز احمد، ابني الذي لم يتذوق كعك العيد، اراه بينكم في قلب سماح غضبان، تلك الطفلة التي يسكنها الجزء الحي من احمد مثلما انها تسكن هي افئدتنا نحن اهلها. حاولنا بما قمنا به اختراقا جميلا لحدود العداء والكراهية .رياض غضبان والد الطفلة سماح التي تتمتع بصحة جيدة اليوم بعد زرع قلب احمد في جسمها شكر اسماعيل خطيب في كلمته بحرارة.وكان والد الشهيد خطيب قد تجول في بعض احياء القرية برفقة سماح والتي احتضنها وهو يذرف الدموع، وقال انه سيسافر الي ايطاليا في غضون الايام القريبة القادمة للمشاركة في مؤتمر عالمي تلبية لدعوة جمعية قلعة السلام في مدينة فيرنسي. وقال اسماعيل انه يطوف الدنيا رغم كل المصاعب والعوائق سفيرا للقضية الفلسطينية سيما بعدما البسوها رداء الارهاب واضاف: في ايطاليا سأقف كما وقفت في سواها واروي قصة احمد الذي سفح الاحتلال طفولته دون ذنب لكنه لم يسلبنا انسانيتنا التي ستنتصر علي كل العساكر لاننا اصحاب اعدل قضية شهدتها البشرية.