ما الذي اصاب اصدقاء "بدر" جميعا؟
باقة ورد الى السيّدة "سلاّمة الجماعيني"
محمد طمليه
* هكذا, رمتْ أمامي باقة ورد, ومضتْ, حتى انها لم تتح لي ان اعانقها. ولكني قمتُ حالاً للبحث عنها, فرأيتها من بعيد, واكتفيت بذلك لقناعتي انني لا استحق العناق.
* ما الذي افكر فيه الآن?
* ارغب في الذهاب حالاً / الساعة تجاوزت منتصف الليل/ الى حديقة »بيت تايكي« على امل ان القاها, فيتكرر الموقف, ولكن من دون ورد هذه المرة, فهي بحد ذاتها وردة, احلى وردة في باقة من حديد تضم الزوجة, وثلاث بنات, اضافة الى صديقي المريض »بدر عبد الحق«.
* »سمر« و »وسن«, وقد غاب عني اسم البنت الثالثة. ولكن, لماذا غاب الاسم? ربما ان العدوى انتقلت لي من »بدر«, فأصابني »زهايمر«. واحسب انه اصاب اصدقاء »بدر« جميعا.
* اشم ورد الصبية, فأتذكر صديقي المريض »بدر عبد الحق« ولا اتردد في الاعتراف ان »بدر«/ »ابو البنات«, كما كتب هو نفسه مرّة / استاذي في اكثر من مساق: »انا لا اقصد الكتابة فقط, وانما الاخلاق التي كانت تتجلى في وفاء »بدر« لاصدقائه, وانا منهم: انا التلميذ الفاشل.
* فيا صغيرتي, تعالي خذي وردك.
2006/05/18
مصدر المقال
ملاحظة :
بعد أن رأينا الكثير من مقالات محمد طمليه التي يمكن تبويبها تحت عنوان "استغراقات شخص في ذاته أمام الناس " يأتي هذا المقال ، الذي يمكن أيضاً تصنيفه تحت نفس الباب ، إلا أنه يختلف، اختلافاً جوهرياً، حيث يتخذ بعداً إنسانياً أعمق من الشخصي، لاسيما فيما يتعلق بالشكر والعرفان المختلط بالذكريات الشخصية الخاصة.