هدى
في مؤتمر صحافيّ عقده اتحاد الأطباء العرب بالقاهرة.. الطفلة هدى غالية: أبدلني الله إسماعيل هنيّة بأبي الشهيد
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام
عقد اتحاد الأطباء العرب مؤتمراً صحافياً مساء اليوم الثلاثاء (11/7)، بحضور هدى غالية وأسرتها، التي تعرّضت لمجزرة صهيونيّة بشعة قبل شهرٍ تقريباً عند شاطئ غزة.
وكانت بقايا الأسْرة المكلومة تخضع للعلاج من الإصابات التي تعرّضت لها إثر الاعتداء الوحشيّ عليها من قِبَل الزوارق الصهيونيّة. واستطاعت هدى غالية الخروج من قطاع غزة أمس في زيارةٍ إلى القاهرة كمحطةٍ مؤقتة لسفرها هي وأسرتها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة بناءً على طلبٍ من رئيس الإمارات للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
ويرافق هدى غالية مندوبٌ من الرئاسة الفلسطينية ووالدتها الحاجة حميدة أيوب غالية. كما ضمّ الوفد بقية المصابين في مجزرة الشاطئ الطفلة هديل غالية والطفلة لطيفة غالية وإسماعيل غانم ومحمد أبو ربيع والحاجة مريم (أم غسان) عمّة هدى غالية.
وقام الدكتور جمال عبد السلام –رئيس لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب- بتوجيه الترحيب لأسرة هدى غالية وكافة المصابين، وشرح الوضع الطبي ونتائج العلاج الذي قام به اتحاد الأطباء العرب، حيث أشار إلى أنّه تمّ إجراء عملية جراحية دقيقة للطفلة لطيفة غالية لاستخراج شظية من مخها وإجراء عملية جراحية للشاب محمد أبو ربيع واستخراج شظية من بطنه.
وقام الدكتور عبد السلام بعرض قطع الشظيات التي تم استخراجها من أجساد الأطفال. وأشار إلى أنّ تلك الشظايا تحمل أرقاماً وكتاباتٍ عبرية؛ وهو ما يؤكّد زيف الصهاينة بأنّ مجزرة الشاطئ كان سببها وجود ألغامٍ زرعها أفراد المقاومة الفلسطينية.
ثم تحدّث الدكتور مجمد جمال حشمت، عضو اتحاد الأطباء العرب والقياديّ في جماعة الإخوان المسلمين، والذي قال: "إنّ ما تعرّضتْ له هدى غالية وأسرتها يُعَدّ أهمّ أنواع الإجرام الصهيوني المستمر حتى الآن في ضرب الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينيّة، والتي هي خط الدفاع الأول عن الأمة العربية."
وأكّد أنّ "المجتمع الدولي الذي يصدّع رؤوسنا صباح مساء بحقوق الإنسان. لم ينظرْ إلى ما حدث لهدى غالية والتي استشهدت عائلتها وأبوها أمام أعينها وبقية أشقائها وهم يلعبون ويمرحون على الشاطئ".
وأشار حشمت إلى أنّ ما يقوم به العدو الصهيوني من استخدام قنابل سامة محظورة دولياً ضدّ الشعب الفلسطيني الأعزل يُعَد قمة الإجرام الصهيوني في ظلّ الصمت العربي والدولي المرعب.
ثم تحدثت الحاجة حميدة غالية والدة الطفلة هدى، وهي أيضاً ابنة الشهيد أيوب غالية؛ والذي استشهد خلال مقاومة الاحتلال الصهيوني في منتصف السبعينات.
وروت تفاصيل ما حدث؛ حيث قالت: "عندما كنا نجلس على شاطئ بحر (السودانية) في بيت لاهيا، أصابتنا قذيفةٌ من زورق صهيوني بحريّ أصابت الجميع، فمِنّا من استشهد ومنّا من أصيب، بينما بقيت ابنتي هدى والتي كانت إصابتها طفيفة تركض نحو والدها وهي هائمة على وجهها حتى ظلّتْ في نحيبٍ وهي تجلس بالقرب من والدها الشهيد، وبدأ الاتصال بسيارات الإسعاف التي نقلت سبعة شهداء و6 مصابين 3 منهم يعالجون في الأراضي المحتلّة عام 1948 و3 هنا بين أشقائنا المصريين".
كما روت السيدة مريم غالية (أم غسان)، عمّة هدى غالية، شهادتها -وقد اتّسمت بالقوة والبسالة وهي تتحدث- حيث قالت: "لقد ألهمني الله الصبر والإيمان بحجم لا يتخيّله أحد. فأنا أمٌّ لأربعة شهداء وجدّة لشهيد وشقيقة لشهيد، وابني الذي استُشهِد مؤخّراً لم أستطعْ رؤية شعرةٍ منه؛ لأنه كان عبارةً عن أشلاء لا يمكن تجميعها، ومع ذلك كلّ هذا يهون في سبيل تحرير أرضنا وإعلاء كلمة الله".
وأضافت أم غسان: "أرجو من أصحاب الكراسي والمناصب والأنظمة أنْ يحموا المقاومة، وأنْ يتعاونوا مع الشيخ إسماعيل هنية رئيس الوزراء، وأنْ يتركوه أنْ يأخذ فرصته فقط لمدة أربع سنوات؛ لأنّه مخلِصٌ بحقّ ولا يمرّ يومٌ إلا ويهاتفنا ويطمئن علينا والكلّ يشهد بحبّ الشعب له. وظهر ذلك خلال زيارته لنا بعد مجزرة الشاطئ. لذلك تهون روحي ودمي فداءً له ولحماس ولكل الشعب الفلسطيني".
ودعت أمّ غسان الأنظمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى أخذ موقفٍ حازم من الكيان الصهيونيّ الذي يبطش بالشعب الفلسطيني ليل نهار، مطالبةً بضرورة الوقوف مع المقاومة في ظلّ التصعيد الصهيوني المستمر حتى الآن.
وجاءت بطلة المؤتمر الصحافيّ الطفلة هدى غالية والتي ألهبت مشاعر الحضور إلى درجة البكاء من البعض، حيث قالت: "أنا هدى غالية عمري 12 سنة لا أستطيع أنْ أنسى مشهد اغتيال أبي وأخواتي حيث أصابتهم القذيفة الصهيونية. وأنا لن أسامح اليهود طول حياتي لما اقترفوه بحقّ أبي وعائلتي. وليتني أعيش بأمانٍ مثل بقية أطفال العالم". وتساءلت: "هل الصهاينة بأنْ نقتل أبناءهم ونجعلهم يصابون بالذعر صباح مساء؟".
وحول زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية لها، وزيارة الرئيس "أبو مازن"، أضافت في تصريحٍ للمركز الفلسطيني للإعلام بالقول: "لقد كنت سعيدة بزيارة الرئيس (أبو مازن). ولكني حزنت بعد أنْ وجدته يعانق الرئيس الصهيوني وهو الذي أعطى الأوامر للجنود بقتل أبي. أمّا زيارة الشيخ (أبو العبد) هنية شعرت بسعادة كبيرة لأني كنت أشعر نحوه بالأبوّة، وأنّ الله أبدلني بوالدي الشيخَ هنية. وكانت الفرحة تظهر عليّ وأنا أنثر عليه الورود هو والأستاذ مشير المصري خلال زيارتهما لنا. وهم لا يزالون يتّصلون بنا ويطمئنون علينا".
وفي نهاية المؤتمر، طالب عز الدين الدهنون -رئيس الجمعيّة الإسلامية في بيت لاهيا– فصائل المقاومة بمزيدٍ من الرباط والقوة والمقاومة، مشدّداً على أنّ هذه المقاومة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو الصهيوني.
كما طالب الدهنون الدول العربية والإسلامية بالوقوف إلى جوار الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينيّة في ظلّ استمرار العدو بضرب أبنائنا بالقنابل السامة المحرّمة دولياً