راي الفيزياء فيي 11 سبتمبر
المصدر :http://blog.weyak.ae/issa_issa?post=85
أستاذ الفيزياء في جامعة بريغهام يونغ ستيفن جونز أدلى برأي علمي فيزيائي رصين في أحداث 11 أيلول لجهة انهيار المباني، أو الأبراج، الثلاثة لمركز التجارة العالمي؛ وقد يشجِّع رأيه على نشوء ما يمكن تسميته "الفيزياء السياسية"، أي التي تُعنى بالنظر إلى بعض الأحداث السياسية بعيون الفيزياء، مقيمة الدليل العلمي الفيزيائي، نفيا أو إثباتا، على ما يحاول الساسة والإعلاميون تصويره لنا على أنه حقائق سياسية لا تشوبها خرافة.
جونز شاهد ذلك الانهيار، الذي ظهر لنا في الصورة على أنه نتيجة اصطدام "طائرات أسامة بن لادن" ببرجين من تلك الأبراج الثلاثة. شاهد تلك الأبراج تنهار معا مع أن البرج الثالث لم يتعرَّض إلى ما تعرَّض إليه البرجان الأول والثاني. شاهد مئات الأطنان من المواد التي بنيت منها الأبراج الثلاثة مع كل ما احتوته من مواد وأشياء وهي تتحوَّل إلى غبار. وشاهد التبعثر في النيران المندلعة في المكان.
وبعد كل هذا الذي رآه ببصره الفيزيائي، تساءل، ببصيرته الفيزيائية، قائلا: من أين أتت تلك الطاقة التي تسببت بانهيار الأبراج الثلاثة انهيارا متزامنا متناسقا؟ فيزيائيا، وليس سياسيا، لا يمكن أن يكون اصطدام الطائرات بالبرجين هو مَصْدَر تلك الطاقة الهائلة. وقد تحدَّى جونز كل من يرى رأيا آخر من الساسة والإعلاميين ومن الفيزيائيين الذي يدينون بدين المحافظين الجدد برئاسة بوش على أن يأتوه ولو بدليل فيزيائي واحد على أن تلك الطاقة الهائلة يمكن أن تأتي من ذاك الاصطدام.
جونز يبيِّن لنا، أي لكل عاقل منا، أن الفيزياء تقف ضد الميتافيزياء السياسية والإعلامية لإدارة الرئيس بوش وجماعة المحافظين الجدد التي تحرِّكه كما تحرِّك الرقبة الرأس، فالشيخ أسامة بن لادن رمى؛ وما رمى إذ رمي ولكن بوش رمى!
طائرات الشيخ اصطدمت بالبرجين؛ أما مَنْ، وما، تسبب بانهيار الأبراج الثلاثة انهيارا متزامنا متناسقا فليسا من "غزوة نيويورك"، رجالا وسلاحا. لقد احتاجوا، قبل ومن أجل، أن يبدأوا "حرب القرن الحادي والعشرين" إلى "بيرل هاربر" جديدة، تعمي أبصار وبصائر مواطنيهم، وتُدْخِل في قلوبهم من الخوف والرعب ما يسمح للمجرم الحقيقي بأن يسوقهم كالنعاج إلى حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، وبأن يجعلهم يتخلون عن طيب خاطر عن حريتهم وحقوقهم الديمقراطية والمدنية في سبيل أمن لن ينعموا به أبدا، فمن يتخلى عن الحرية في سبيل الأمن إنما هو شخص، أو مجتمع، لا يستحق لا الحرية ولا الأمن!
أما المحلِّل في استخبارات الجيش دونالد باسويل فقد عاني عواقب اتِّهامه باعتناق "نظرية المؤامرة"؛ لأنه أراد أن يعرف أين اختفت الطائرة التي ضربت "البنتاغون"، فليس هناك من الأدلة المقنعة على أنها "تبخَّرت"!
كان على هذا المحلِّل أن يمتنع عن قول ".. ولكنها تدور" إذا ما أراد أن يبرئ ساحته من تهمة "العداء للوطن والأمة"، وإذا ما أراد أن يكون من جمهور منتظري "أرماجيدون" التي يُعِد لها في الشرق الأوسط الرئيس المؤمن الذي يلهمه الرب قرارات الحرب والسلم، ويناقشه دائما في كل أمر سياسي يعتزمه!
لقد علَّمتنا التجربة أن كثيرا من "الصالحين" يحضُّونك على الصدق حتى تصدِّق كذبهم، وعلى الاستقامة والأمانة حتى يسهل عليهم سرقتك.. وعلى نبذ "نظرية المؤامرة" حتى ينجحوا في التآمر عليك. إنهم، وعبر أهل الفكر والقلم من المسبِّحين بحمدهم، ينفثون في روعك أن "نظرية المؤامرة" لا يقول بها إلا كل ذي عقل يجهل ألفباء السياسة بصفة كونها بنت العلم والفن.
ونحن لو استنطقنا أحداث 11 أيلول لقالت لنا: "أنا المؤامرة، والمؤامرة أنا"، فالسياسة تتضمن المؤامرة، وإن كانت لا تَعْدِلها، فلا تنبذوا "نظرية المؤامرة"، في فهمكم وتفسيركم لأحداث 11 أيلول، حتى لا يحل بكم ما حل بكل من نبذ العلم والمنطق والعقل في سبيل أن يدرأ عن نفسه تهمة "العداء للسامية"!
البطل الحقيقي لأحداث 11 أيلول ليس الشيخ أسامة بن لادن ولو نظر إلى نفسه على أنه هو بطلها الحقيقي. إذا أردتم معرفة مَنْ عساه يكون، اسألوا ديستوفيسكي فعنده جواب اليقين!
رأي ، تعليق ، تدوين ، عربي ، عربية ، تقنيّات ، تقنيات ، معرفة ، أدوات ، إدراك ، مدوّنة ، تصنيفات ، تدوين ، تدوينة ، مفكرة ، أفكار ، تفكير ، قراءة ، مقروءآت ، إستقراء ، إقرأ ، ثقافة ، حضارة ، إنسانيات ، موسوعة ، تاريخ ، فطرة ، دراسات ، أبحاث ، إتصالات ، تواصل ، تعليم ، تربية ، تحدّي ، إكتشاف ، سؤال ، جواب ، شبكة ، معلومات ، معلوماتية ،،،